الأخلاق هي مجموعة المباديء والقيم التي تنظم سلوك الانسان
وقد حدد ديننا الحنيف تلك المباديء ووضع لها الضوابط مما يجعلها أيسر على الإنسان فيحققها في نفسه وبالتالي يحقق الغاية من وجوده.
ويكفي أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد بعثه الله تعالي ليتمم مكارم الأخلاق.. فقال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أي أنه جاء من أجل الاخلاق.. يحسنها، ويهذبها، ويقومها.
وقد امتدحه الله عز وجل وقال {وإنك لعلى خلق عظيم}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق)
فهل سمعتم أركان حسن الخلق!!
نعم للخلق أركان بها تتحقق:
1- العلم: فبالعلم يدرك الانسان الصواب من الخطأ وبالعلم يرى الانسان الحسن حسنا والقببح قبيحا.
2- الشجاعة: فالشجاعة تحمل على عزة النفس، وايثار مكارم الأخلاق، وتحمل على كظم الغيظ والحلم
فنعني بها أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب.
3- العفة: ونعني بها تأدب قوة الشهوة بتأدب العقل والشرع، فإن مالت قوة الشهوة الى الزيادة تسمي شرها وإن مالت إلى النقصان تسمي عجزا وجمودا
فالعفة تحمل اجتناب الرذائل من القول والفعل وتحمل على الحياء وهو رأس كل خير
4- العدل: والعدل قوة النفس التي بها يسيطر على غضبه وهواه فيحكم بالعدل سواء أحب أم كره
* ارتباط الأخلاق بالإيمان:
ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بحسن الخلق فقال:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)
فنجده يربط خلقا بإيمانا، لم يربطه بصلاة أو صيام أو حتى حج على الرغم من عظمة هذه العبادات الا أنها إن لم يكن لها ثمرة واضحة في أخلاق الإنسان فليس منها نفع، وإنما هي شرعت من أجل أخلاق أسمى، ووضح الرسول الكريم ذلك النموذج من الانسان الذي يقوم بأعمال عظيمة لكنها لا ثمرة لها مع الأخلاق، فأحبطت تلك الأعمال في حديثه عن المفلس
وفيه ..
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)
* فعلي المسلم مراقبة أفعاله لئلا تحبط
وأن يتخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ولنا فيه أسوة حسنة مع الأقارب ومع الجيران ومع الأصدقاء
فليكن هذا ميزان الأمور
وليعلم أنه لا شئ أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق.