كإمرأة عمياء ظلت تكتب مقدمة روايتها ولم تفطن أن قلمها نفد منه الحبر ليخبرها أحدهم أن الصفحة فارغة، هكذا هي بعض قصص الحب ندخل فيها بعمى كامل ونظل نكتب في صفحاته كل المشاعر الثرية والدافئة لنكتشف فيما بعد أن الصفحات فارغة تماما!
فارغة من الصدق، فارغة من السند، فارغة من الإحترام، فارغة من الاحتواء، فارغة من الحماية!
الحب في كينونته ليس هو الكلمات التي يقولها إثنان لبعضهما، ولا هو تلك اللحظات التي يشعر المرء فيها أنه طائر بجناحين يحلق في سماء صافية اللون.
إن كانت السماء صافية لبعض اللحظات أيها الطائر، فهناك لحظات برق ورعد ومطر وغيوم، إن لم يكن لك عش يأويك ووليف يحتويك فلن تنجو وستقع صريعا من سابع سماء لسابع أرض.
فهناك أوراق صفراء لا تستحق عناء الكتابة؛ لأنه في النهاية لن تستطيع قراءتها بوضوح.
علينا أن نكتب الرواية في صفحات رائقة، بيضاء، واضحة حتى نستطيع إعادة قراءتها كل مرة بشغف وفخر وعزة إلى نهاية العمر.
هل تساءلت يوما لماذا يسمون صحافة الفضائح، صحافة صفراء؟ لأنها لا تقدم الحقيقة ولكنها تقدم الكذب والوهم والتدليس؛ فاللون الأصفر لا يمنح شفافية ووضوح بل يصنع غيمة ويعطي طابعا مشوها للحدث.
واللون الأصفر في العموم يدل على عدد من السمات السلبية، مثل الخداع، والأنانية، والجُبن، والغيرة، وعدم الإخلاص، والخيانة.
والحب الحقيقي يعطي قوة داخلية وهدوءا وسعادة وهو أن تستقر العلاقة وتستمر لأعوام عديدة يتبادل فيها الزوجان والحبيبان الرعاية والاهتمام ويتبادلان فيها صفات النبل والوفاء.
حتى لا تفاجأ بصفحات فارغة عليك دائما تفقد القلم والحبر والأوراق والرؤية!
إن كان ثمة ما يجب أن نعلمه لبناتنا وأبنائنا في تلك الأيام فهو أن نعلمهم الرؤية!
أن نعلمهم القيم أن نعلمهم تنقية ما يرونه من مشاهد الحب الزائف في المسلسلات والأفلام و أن نعود بهم لقصص الحب النقي من السيرة النبوية وسير الصحابة!
أن نعطيهم عصا إن لاحظنا غياب الرؤية ونعلمهم السير بها، أن نعطيهم مجدافين وقارب نجاة فالموج عال والحياة فتن!
